فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة الأنفال مدنية كلها.
1- {الْأَنْفالِ}: الغنائم. واحدها نفل. قال لبيد:
إن تقوى ربنا خير نفل ** وبإذن اللّه ريثي وعجل

7- {ذاتِ الشَّوْكَةِ} ذات السلاح. ومنه قيل: فلان شاكّ السلاح.
9- {مُرْدِفِينَ} رادفين يقال: ردفته وأردفته: إذا جئت بعده.
الأمنة: الأمن.
11- {رِجْزَ الشَّيْطانِ}: كيده. والرّجز والرّجس يتصرفان على معان قد ذكرتها في كتاب المشاكل.
12- {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ} أي الأعناق.
والبنان: أطراف الأصابع.
13- {شاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: نابذوه وباينوه.
16- {أَوْ مُتَحَيِّزًا} يقال: تحوّزت وتحيّزت. بالياء والواو. وهما من انحزت.
والفئة: الجماعة.
{فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ} أي رجع بغضب.
19- {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا} أي تسألوا الفتح، وهو النصر.
{فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} وذلك أن أبا جهل قال: اللهم انصر أحبّ الدينين إليك. فنصر اللّه رسوله.
22- {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} يعني شر الناس عند الله: {الصُّمُّ} عما بعث رسوله صلّى اللّه عليه وسلم من الدين {الْبُكْمُ} يعني الذين لا يتكلمون بخير ولا يفعلونه. والبكم: الخرس.
24- {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} بين المؤمن والمعصية، وبين الكافر والطاعة. ويكون: يحول بين الرجل وهواه.
25- {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} يقول: لا تصيبن الظالمين خاصة، ولكنها تعم فتصيب الظالم وغيره.
29- {يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقانًا} أي مخرجا.
30- {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} أي يحبسوك. ومنه يقال: فلان مثبت وجعا: إذا لم يقدر على الحركة وكانوا أرادوا أن يحبسوه في بيت ويسدوا عليه بابه، ويجعلوا له خرقا يدخل عليه منه طعامه وشرابه. أو يقتلوه بأجمعهم قتلة رجل واحد. أو ينفوه.
والمكاء: الصّفير. يقال: مكا يمكو. ومنه قيل للطائر: مكاء لأنه يمكو. أي يصفر.
والتّصدية: التصفيق. يقال: صدي إذا صفق بيده، قال الراجز:
ضنّت بخدّ وثنت بخدّ ** وإنّي من غرو والهوى أصدّي

الغرو: العجب. يقال: لا غرو ممن كذا وكذا: أي لا عجب منه.
37- {فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا} أي يجعله ركاما بعضه فوق بعض.
42- {بِالْعُدْوَةِ}: شفير الوادي. يقال: عدوة الوادي وعدوته.
43- {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ} أي في نومك، ويكون: في عينك، لأن العين موضع النوم.
46- {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي دولتكم. يقال: هبت له ريح النصر.
إذا كانت له الدّولة. ويقال: الريح له اليوم. يراد له الدّولة.
48- {نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ} أي رجع القهقري.
57- {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} أي تظفر بهم.
{فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أي افعل بهم فعلا من العقوبة والتّنكيل يتفرق بهم من وراءهم من أعدائك. ويقال: شرّد بهم، سمّع بهم، بلغة قريش. قال الشاعر:
أطوّف في الأباطح كلّ يوم ** مخافة أن يشرّد بي حكيم

ويقال: شرّد بهم، أي نكلّ بهم. أي اجعلهم عظة لمن وراءهم وعبرة.
58- {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ}: ألق إليهم نقضك العهد، لتكون أنت وهم في العلم بالنقض سواء.
59- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} أي فاتوا. ثم ابتدأ فقال: {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ}.
60- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي من سلاح.
61- {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} أي مالوا للصلح.
68- {لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} أي قضاء سبق بأنه سيحل لكم المغانم.
73- {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ} يريد هذه الموالاة أن يكون المؤمنون أولياء المؤمنين. والمهاجرون أولياء الأنصار. وبعضهم من بعض- والكافرون أولياء الكافرين. أي وإن لم يكن هذا كذا، كانت فتنة في الأرض وفساد كبير.
75- {وَأُولُوا الْأَرْحامِ} الواحد منه ذو من غير لفظه وهو وذو واحد. اهـ.

.قال الغزنوي:

ومن سورة الأنفال:
عن عبادة بن الصامت رضي اللّه عنه: «لما كان يوم بدر اختلفنا في النّفل من محارب ومن حارس لرسول اللّه، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه اللّه من أيدينا، وأنزل قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وجعلها إلى الرسول، فقسمه بيننا عن بواء، أي: سواء».
1- {ذاتَ بَيْنِكُمْ}: حال بينكم، ومعناه: حقيقة وصلكم، أي: تواصلوا على أمر الإسلام.
5- {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ}: أي: جعل النّفل لك وإن كرهوه ولم يعلموا أنه أصلح لهم كما أخرجك عن وطنك وبعضهم كارهون، فيكون العامل في كاف كَما معنى الفعل المدلول عليه بقوله: {قُلِ الْأَنْفالُ}.
أو العامل معنى الحق أي: نزع الأنفال من أيديهم بالحق {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ} بالمدينة إلى بدر بِالْحَقِّ.
6- {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ}: لعدوله عليه السلام بهم عن العير إلى النفير.
7- {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}: لما أقبلت عير قريش من الشام مع أبي سفيان سار إليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فخرجت نفير قريش وهم «ذات الشوكة» إليها لحفظها، فشاور النبي عليه السلام أصحابه فقال سعد بن معاذ: يا رسول اللّه قد آمنا بك وصدقناك فامض لما أردت فو الذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر لنخوضه معك. فقال عليه السلام: «سيروا وأبشروا فإن اللّه قد وعدني إحدى الطائفتين، واللّه لكأني أنظر إلى مصارع القوم».
{لِيُحِقَّ الْحَقَّ}: ليظهره لكم.
{وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ}: يظفركم بذات الشوكة فإنه أقطع لدابرهم.
9- {مُرْدِفِينَ} تابعين، ردف وأردف، ومنصوبا أردف بعضهم بعضا، فكانوا زمرا زمرا.
10- {وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى}: أي: الإمداد بالملائكة ليبشروا بالنصر.
والملائكة لم يقاتلوا لأن ملكا واحدا يدمر على جميع المشركين.
وقيل: بل قاتلت حتى قال أبو جهل لابن مسعود: من أين كان يأتينا الضرب ولا نرى الشخص؟ قال: من قبل الملائكة فقال: فهم غلبونا لا أنتم.
12- {فَوْقَ الْأَعْناقِ}: أي: الرؤوس، أو على الأعناق.
{كُلَّ بَنانٍ}: كل مفصل، أبّن بالمكان: أقام به، فكل مفصل أقيم عليه عضو.
14- {ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ}: أي: الأمر ذلكم فذوقوه، أي: كونوا للعذاب كالذائق للطعام لأن معظمه بعده.
{وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ} تقديره: وبأن، أو واعلموا أن.
15- {زَحْفًا}: قريبا، زحف القوم إلى القوم: دلفوا.
16- {مُتَحَيِّزًا}: طالب حيّز، أي: ناحية يقوى به.
17- {وَما رَمَيْتَ}: أخذ عليه السلام قبضة تراب فحثاه في وجوههم وقال: «شاهت الوجوه»، فكانت الهزيمة.
وإنما جاز نفي الفعل حقيقة وإثباته مجازا لقوة السبب المؤدي على المسبب.
{وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً}: ينعم نعمة.
18- {ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ}: أي: الحق ذلكم.
19- {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ}: قال المشركون يوم بدر: اللهم من كان أقطعنا للرحم وأظلمنا فأمطر عليهم.
22- {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ}: شرّ ما دبّ على الأرض.
23- {لَأَسْمَعَهُمْ}: أي: كلام الذين طلبوا إحياءه من قصيّ بن كلاب وغيره.
وإن اعتبرت عموم اللّفظ كان المعنى: لأسمعهم آياته سماع تفهيم وتعليم.
24- {اسْتَجِيبُوا... لِما يُحْيِيكُمْ}: لما يورثكم الحياة الدائمة في نعيم الآخرة.
وقيل: هو إحياء أمرهم بجهاد عدوهم.
وقيل: هو بالعلم الذي يهتدون به.
{يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}: أي: بالوفاة ونحوها من الآفات، فلا يمكنه الإيفاء بما فات، أو هو حوله تعالى بين القلب وما يعزم عليه أو يتمناه.
وفي الحديث: «إنه ما يحول به بين المؤمن والمعاصي».
25- {لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}: أي: خاصة بهم، ولو كان المعنى عموم الفتنة لكان: «لا تصيب».
26- {تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ}: أي: المؤمنون في أول الإسلام، أو قريش، وكانوا قليلا أيام جرهم وخزاعة.
27- {لا تَخُونُوا اللَّهَ}: لا تخونوا مال اللّه.
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: أنها أمانة، أو تعلمون ما في الخيانة.
29- {يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقانًا}: هداية في قلوبكم تفرّقون بها بين الحق والباطل. وقيل: مخرجا في الدنيا والآخرة.
30- {لِيُثْبِتُوكَ}: أي: في الوثاق، أو الحبس.
وقيل: أي: يثخنوك، رماه فأثبته، وأصبح المريض مثبتا: لا حراك به.
{أَوْ يُخْرِجُوكَ} قال أبو البختري: نشده على بعير شرود حتى يهلك. وقال أبو جهل: تجتمع عليه القبائل فلا يقاومهم بنو هاشم فيرضون بالدّية فحينئذ هاجر.
32- {وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ}: قال النّضر بن كلدة.
33- {وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}: لأنه أرسل رحمة للعالمين.
{وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}: لما خرج عليه السلام من مكة بقيت فيها بقية من المؤمنين يستغفرون.
والمكاء، صوت المكاء يشبه الصفير، والتصدية: التصفيق أو هو من صدّ يصدّ: إذا ضجّ، كقوله: {إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}.